السبت، 25 يناير 2014

الهلال والأعلام السالب وبيليه!



الهلال والإعلام السالب وبيليه!
وصلتنى معلومه عبر صحفى رياضى مخضرم ومحترم قال لى فيها أن اعلام المريخ السالب يروج هذه الأيام فى صحافتهم الصفراء لمعلومات (مضروبه) قالوا فيها أنهم اتصلوا هاتفيا بالنجم العالمى الكبير (بيليه) والذى اعتبره افضل من لعب كرة القدم فى التاريخ ولا ارى من هو افضل منه سوى لاعب الهلال الفذ (محمد حسين كسلا) الذى كان يمتعنى كثيرا، مع الفارق بالطبع وكم الأنجازات والظروف التى ساعدت (بيليه) فى الوصول لتلك المكانه ومنها انه لعب الكره فى بلد ارتبط اسمها بكرة القدم وفنونها وكان يشاركه نجوم مستواهم الفنى لا يقل عنه كثيرا .. وقال الأعلام السالب، أن (الأسطوره) بيليه نفى لهم انه لعب فى السودان أمام الهلال، وكما هو واضح انهم سألوه اذا كان لعب أمام المريخ أم لا!

قلت للصديق العزيز ضاحكا، هكذا حالهم منذ أن عرفناهم يزورون الحقائق ويزيفونها ويكفى أنهم بدلوا تاريخ تأسيسهم الموثق فى الصحافه السودانيه من عام 1933 وجعلوه 1927 لكى يصبح تاسيس ناديهم قبل (الهلال) بثلاث سنوات لا بعده بنفس المده .. ويكفى انهم نازعوا على الزعامه والسياده السودانيه فى كرة القدم وكأنها تأتى عن طريق المال وشراء اتوبيسات (مرسيدس) لترحيل اللاعبين المشاركين فى الدور (التمهيدى) لا بانجازات ترصدها وتسجلها (الفيفا) وفق معايير محدده اهمها ما يتحقق فى المنافسه الأفريقيه الأولى حتى لو كانت بدون بطوله ثم النتائج المحققه فى البطوله الأقليميه الثانيه مثل كأس (مانديلا) وتليها نتائج الفريق فى الدورى العام المحلى لا بطولة مثل كاس (السودان)، فتلك كلها اذا كانت منافسات أقليميه أو محليه بطولات (وصيفه)!

ولإبناء هذا الجيل الذين لا يعرفون تاريخ الهلال وهم يسمعون الإعلام السالب يتحدث عن ملاقاة المريخ مع  (بايرن ميونيخ) فى (قطر) وكأنه حدث لم يتحقق مثله من قبل نقول:
اللقاء بين المريخ وبايرن ميونيخ كان محسوما قبل بدايته فالنديه كانت غير متوفره فيه والروح الإنهزاميه التى لا تجوز فى كرة القدم وتوقع الخساره كان حاضرا وكان هم المريخاب كله منحصر فى الخروج بهزيمه غير ثقيله كما حدث فى لقاء سانت جورج الأثيوبى مثلا فى بداية السبعينات الذى انتهى ب 9 أهداف لسانت جورج مقابل هدف للمريخ أو مثل لقاء الوحدات الأردنى فى البطوله العربيه الذى انتهى بسبعه اهداف للوحدات مقابل 4 للمريخ، فكيف بالله يكون زعيما من هزم بمثل ذلك العدد من الأهداف فى لقاءات خارجيه أمام فرق متواضعة المستوى؟

اما لقاء الهلال بسانتوس فكان لقاء ند لند داخل السودان لا خارجه، لأن السودان فى ذلك الوقت كان له اسم ومكانه فى كرة القدم حيث حصلنا على بطولة أمم افريقيا لأول وآخر مره عام 1970 وقبل أن تحصل عليها (الكميرون) التى صنفت كأفضل منتخب افريقى فى القرن العشرين وتأهلنا لأولمبياد ميونيخ 1972 وسجل لاعبنا الفذ (جكسا) هدفا اسطوريا فى مرمى (الأتحاد السوفيتى) حينما كان  بلدا كبيرا له أسم ومكانه فى كرة القدم بين الأمم وبصورة خاصة فى (الأولمبياد) لأنه كان دوله (اشتراكيه) تمنع الأحتراف فى كرة القدم وكان الأولمبياد وقتها لا يسمح فيه بمشاركة لاعبى كرة قدم محترفون.

على كل .. أقيمت تلك المباراة التى كنت احد من شاهدوها حوالى الساعه السابعه مساء، لكننا دخلنا الملعب عند الساعه العاشره صباحا فى المنصه الجانبيه، حتى لا نفقد فرصة مشاهدتها ففى ذلك الزمان كثيرا ما فقدنا متعة مشاهدة مباراة هامه بسبب التأخر فى الوصول وامتلأ الملعب بالجماهير.

وكان الأسطوره (بيليه) مشاركا لمدة 75 دقيقه من عمر المباراة وسجل (سانتوس) هدفه الوحيد فى بداية زمن المباراة وتحديدا فى الدقيقه 13 بسبب اضطراب (باك) الهلال الأيسر (عبد الله موسى) الذى يعد افضل من لعب فى تلك (الخانه) فى تاريخ الهلال، لكن (الرهبه) فى مثل هذه المباريات أمام فريق قوى وشرس ويضم افضل نجوم العالم وقتها ، متوقعه ومبرره.

وقصة الهدف كالتالى أرسل (عبد الله موسى) الذى كان يلقب (بالمر) ودون مضائقه من أحد لاعبى سانتوس الكره لضربه زاويه فى الناحيه الشرقيه من المرمى الشمالى ولم تكن على الهلال هجمة خطرة والكره امام خط الوسط بقليل على (جبهة) الهلال، فارسلت ضربة الزاويه لراس (بيليه) داخل خط 11 والكل كان متوقعا أن يرسلها نحو مرمى (زغبير) لكنه فاجأ الجميع ومررها برأسه (مخادعة) لزميله الجناح الأيسر (ايدو) داخل خط 6 ليسجل منها الهدف الوحيد براسه كذلك.

وبعدها لم ير نجوم (سانتوس) الكره حيث استلم لاعبوا الهلال زمام المباراة طولا وعرضا وأبدع وأمتع الفنان الموهبه (محمد حسين كسلا) والى جانبه جكسا والفاتح النقر وباقى الفرقه فى خط الوسط والدفاع والهجوم.
وكان لاعب الوسط (شواطين) مكلفا بمراقبة (بيليه) طيلة الفتره التى شارك فيها بتوصية من المدرب الألمانى (قولر) الذى كان يشرف على تدريب المنتخب القومى السودانى فكلفه مجلس ادارة نادى (الهلال) بالسفر لمصر ومشاهدة لقاء (سانتوس) بالأهلى المصرى الذى كان قبل لقاء (الهلال) وتقديم استشارته الفنيه ومقترحاته عن الطريقه التى يلعب بها الهلال أمام هذا الفريق العملاق الذى انتصر على الأهلى فى تلك المباراة ب 5 أهداف نظيفه.

فكانت نصيحة (قولر) واحده فقط .. وهى الا يستلم (بيليه) الكره لأن اى كرة تصله تخرج من قدمه خطيره.
وفعلا أدى (شواطين) تلك المهمه بأمتياز وكانت سببا فى أن يتعاقد معه نادى (عجمان) الأماراتى كما أخبرنى احد ادريى النادى فيما بعد، بأنهم حينما زاروا السودان ولعبوا امام الهلال وخسروا ب 6 أهداف مقابل صفر، رجعوا بلاعبين (شواطين) الذى قيل لهم انه كتم انفاس (بيليه) وحارس الهلال الأحتياطى (صلاح قطبى)، لأنه حرس مرماهم فى مباراتهم ضد الهلال وقال لى الرجل لولا (صلاح قطبى) لأنهزمنا على الأقل بدستة من الأهداف.

لكن (شواطين) انهى المباراة بتصرف انانى غريب، فبعد خروج (بيليه) حوالى الدقيقه 75 من زمن المباراة رفض الأنصياع لطلب مدرب الهلال لأستبداله باللاعب الفنان (عزالدين الدحيش) الذى كان جالسا على دكة البدلاء ولو شارك ربما سجل هدفا أو صنعه .. فتخيل كيف كانت فرقة الهلال وقتها ولاعب مثل عزالدين الدحيش كان جالسا على دكة البدلاء وهو اللاعب (الجوكر) الذى يلعب فى جميع وظائف الملعب بما فيها حراسة المرمى وهو الذى كان السبب الرئيس فى انتصارنا ببطولة أمم افريقيا عام 1970 حيث مرر كرة مقشره انفرد بها بالمرمى لاعب (برى) حسبو الصغير وسجل هدف المباراة الوحيد فى شباك حارس غانا الفد (منسا).
آخر كلام:
قال ايه .. قال (بيليه) لم يشارك فى مباراة (سانتوس) أمام الهلال وهو حينما سئل بعد عودتهم للبرازيل من جوله حول العالم عن افضل الفرق التى واجهتهم خلال تلك الجوله، اجاب دون تردد بأنهم (غزلان) السودان.
تاج السر حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق